عين على الفن التشكيلى
  تاريخ الفن التشكيلى
 




اتجاهات الفن التشكيلى الحديث

    فى سنة 1648 تأسست الأكاديمية الملكية الفرنسية التى احتكرت الفن فى فرنسا ، وفرضت عليه قواعد مدرسية دقيقة .وبعد الثورة الفرنسية زالت سيطرة هذه الأكاديمية ، فظهر عدد من الفنانين الجدد على رأسهم دافيد الذى سعى من جديد الى فرض فن مأخوذ فى موضوعاته عن الاغريق و الرومان ، مؤكدا سيطرة  أكاديمية جديدة قام على رأسها وأطلق عليها اسم الاكاديمية الفرنسية . ثم ظهرت الرومانسية وهى اتجاه يعتمد علىأدب القرون الوسطى ، وعلى النزعة العاطفية فى الفن ، وكان ذلك على يد جيريكو الذى حارب الرجوع الى القديم ، وتأثر بفنانى عصر النهضة ، اما دولاكروا الذى انتزع موضوعاته من شعر شكسبير وبيرون ودانتى وحياة العرب ، فلقد كان يدخل على الفن الغربى طابع الفن الشرقى الذى استقاه من المغرب العربى . ثم جاء بعدهما كورو على رأس الطبيعيين ثم تأثر تأثرا قويا بالفن الحديث . ثم جاء كورييه بنزعته التقريرية ن وبعدها فى عام 1874 ظهرت الانطباعية على يد مانيه و مونيه ورونوار و دوغا و سيزان 
وتخمرت فى أحضان المدرسة الانطباعية مدارس مختلفة ، أولها المدرسة الانطباعية المحدثة التى اختص بها سوراه و سينياك . ثم المدرسة التكعيبية التى مهد لها سيزان . ثم المدرسة الوحشية التى بشر بها غوغان والتعبيرية التى أوحى بها فان غوغ ، ثم السريالية التى حمل لواءها الشاعر بروتون 

                             


ثم تلى هذه الاتجاهات مدارس أخرى كمدرسة الانبياء التى تزعمها بونارد و سيروزيه متأثرين بغوغان نفسه ، وقد مهد دوفى و ماتيس الى فن وحشى بعيد عن الوضوح الواقعى قريب من الفكر المجرد أو اللحن المطلق ، ثم لم يلبث لأن ظهرت المستقبلية فى ايطاليا و التعبيرية فى ألمانيا ، بينما اتجه المكسيك بعد الثورة الى فن واقعى موجه . وظلت أمريكا الى وقت طويل تعيش على ما تستورده من اتجاهات أوروبية الى أن تكون فيها فن (غربى الأطلسى) الذى تزعمته أمريكا بطابعها التجريدى المضطرب

                            


وبين هذه الاتجاهات و المدارس ، كان يعيش الاف الفنانين يتنقلون من طرقة الى طريقة ومن أسلوب الى أسلوب دون أن يكون من السهل ربطهم باتجاه معين . ومع ذلك فلا بد للمؤرخ أو الناقد من تصنيف بعض الفنانين تصنيفا مدرسيا محددا ، يسهل دراسته
لقد كانت الانطباعية التى ظهرت فى نهاية القرن التاسع عشر ، بداية الطريق الى القضاء على الواقع المرئى واحلال الموضوعات الجديدة المعتمدة على رؤية الفنان ، فلقد انتصرت الذاتية على الموضوعية انتصارا حاسما فى هذا القرن ، وأصبحت مهمة الفنان ، البحث عن ( الشىء) جديد يضاف الى الطبيعة ، وليس البحث عن صورة مطابقة للواقع وان استمرت الطبيعة أساسا للعمل الفنى منظورا اليها من خلال عين الفنان وشعوره ولا شعوره . ومن خلال عقله وغرائزه وعواطفه كما هو الامل عند بيكاسو 
لم يعد للمبادىء الاكاديمية فى علم الجمال مكان فى مفهوم الفن الحديث ، وجميع قوانين الابداع والتذوق التى قدمها الفلاسفة قبل هذا القرن ، أصبحت غريبة 
عن مناخ الفن و الرسم خاصة
ولكن خطورة هذا الاتجاهات الجديدة ، أنها انفتحت أحيانا على التنكيل بالشكل ،(التكعيبية) أو باللون المألوف (الوحشية)،أو بالموضوع المنطقى (السريالية) أو حتى بالمضمون (التجريدية) أو التنكيل بالفن نفسه ، كما أعلنت ذلك المستقبلية و الدادائية فى بياناتها الرسمية
   
                           
عودة الى نقطة الصفر  هو مصير الفن الحديث . ولكن هذا لا يدعوا الى التشاؤم وان كان فيه من المفاجأة والغرابة مايلجم الفكر عن الحكم السريع فى جدارة النزعات التىتزداد تطرفا يوما بعد يوم . ولكن دراسة هذه النزعات دراسة عميقة جادة ، ستنهىء الاذواق لتقبل الجديد كالفن الحركى السينمائى و الأوب ارت وغير ذلك من الاتجاهات
لقد فرض الفن الحديث نفسه على هذا القرن والقرن السابق، ولكن تذوقه أصبح يحتاج الى المزيد من الثقافة الفنية ، القادرة على تدارك ذلك التطور السريع الذى تم خلال الحقبة الأخيرة القصيرة  

 

 

 

هناك فرق كبير بين الرؤية و النظر

 

 

 
  عدد زوار هذا الموقع 129142 visiteurs:شكرا  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement