عين على الفن التشكيلى
  سلفادور دالى
 
سلفادور دالي
(11 مايو1904 - 23 يناير1989)



قد يبدو من ملامحه في هذه الصورة شخصا غير عادي ، لا بل كان شخص غريب الطابع و المفاجأة و الحياة .. هل كان مجنون ؟ من الصعوبة ان نجيب عن سؤال كهذا .. و من خلال لوحاته نترك لكم الإجابة ..

قبل ذلك نتعرف على ولادته في فيجويراس في مقاطعة كتالونيا الاسبانية.
في 11 مايو عام 1904

 
من العام 1950 بدأ دالي يعمل على نشر صوفيته التي انتهت على اسبانيا كوطن و ايضا على دينه المسيحي ، الأمر الذي جعله يجتاز سلسلة من المراحل المختلفة والخضوع لتأثيرات فنية متعددة فمارس تأثيرا على اللاإرادية في التعبير التجريدي، وما مارسه في انجاز رسوم لكتاب سرفانتس دون كيشوت مما تولده
كرات مملوءه بالحبر تقذف على كليشية معدة للطباعة هذا الأسلوب أعطى بعدا حيزيا جديدا للوصفة »صيد سمك التونة أو صعود القديسة سيسل وغيرها من
 
الأعمال الضخمة الموزعة في أنحاء العالم، وخلال هذه المرحلة أطلق سلفادور دالي
 
نظرية جديدة هي نظرية دالي الفضائية التي أكد فيها انها ستنفذ فن الرسم
الحديث.. و هذه اللوحة إحدى امجاده الرائعة


لا بأس هذه اللوحة قد تغري بواقعية بسيطة لكنها ما وصل به السرياليون معهم الى اطراف الخيال إلى حد الجنون، ومهما قيل فإن عبقرية سلفادور دالي ، تنافس حتى احلام المبدعين ، ذلك انه مجرد باحث لم اصادف له حتى اللحظة مثلا مناظر أو مرئيات بل كان كل همه أن يرسم بغاية الدقة والتجسيم تلك الصور التي تهرب من أصابع الواقع ، فكان يمضي أوقات لَهْوِهِ يرسم مناظر طبيعية كاملة على جواهر صغيرة لا يزيد حجمها على حجم الحبة الكبيرة، وله رسوم منتشرة في المتاحف الحديثة عنوان على الغرابة والدقة ..

 

أقيم معرض للوحات دالي في برشلونة، وآخر في بروكسل، وكان هذا العام زمن الخير للجماعة السوريالية فبدأت معارضهم بالانتشار في العالم كما اقيمت مواقع ثابتة لعرض أعمالهم في كوبنهاجن وبراغ وطوكيو وهولندا وتشكلت في هذه الدول جمعيات للفنانين السورياليين المحليين. وقد أقيم في العام 1936 معرض ضخم نظمه رولاند بنروز في لنذن بالتعاون مع جماعات الفنانين السورياليين الفرنسيين والبلجيكيين عرض فيه لوحات ورسوم وملصقات وتماثيل ومؤلفات أدبية وأعمال فنية افريقية ورسوم أطفال وقد عرض دالي اثنتي عشرة لوحة في هذا المعرض. خلال افتتاح هذا المعرض كانت امرأة ترتدي زيا طويلا أبيض تتنزه عبر أروقة المعرض ووجهها مغطى بالكامل بورود وضعت عليها حشرات حية .. فهل كان بالجنون ؟
 

الي المتحرر ، و المحبوس في كومة من النفس ذات عمق صعب احيانا ، هذه اللوحة للجسد و حولها عوالم ، ليس من المعقول ان تركت من غير دلالو عند السلفادور .. بالغة الصعوبة فعلا كونها في ماء ..

ذات مرة افتتح المعرض ملهم السورياليين »اندريه بريتون« الذي ارتدى سترة وسروالا بلون أخضر ويضع في فمه غليونا أخضر اللون وصبغت زوجته شعرها باللون الأخضر، أما سلفادور دالي فقد ظهر مرتديا لباس الغطاسين وعندما سأله أحدهم عن عمق غطسته أجاب بأنها تصل حدود اللاوعي..

عتقد ان اللاوعي ليست المنظار الأوحد عند الشيخ دالي ، بالتأكيد لربما كان من باب الدعابة ان يهمس بتلك كلمات ، و المثير ما تخفيه هذه المعالم في هذه اللوحة للسرب من البجع دقيق حتى في روعته . اذلم تكن الفكرة هي و حدها
 

هل كانت هذه زوجته جالا ؟ لربما .. فالحزن الذي صبه سلفادور قد ينافسه اللاوعي أيضا حين و فاتها ..
مثال التلميذ النموذجي المتابع والمهتم بزيارة متحف برادو، حيث كان يمضي الساعات الطويلة مسمرا أمام لوحات المشاهير، وعندما كان يعود إلى الاكاديمية كان يرسم رسوما تكعيبية للمواضيع التي شاهدها في تلك اللوحات، إلا انه اختلف في ذاك الوقت مع سيد الفن التكعيبي خوان جريس. كانت مرحلة الدراسة في الاكاديمية من المراحل القلقة التي عبرها سلفادور دالي بمشقة جراء خيبة الأمل التي أصابته من الاكاديمية التي أحس أنها لن تفيده بشيء
 

الدهشة تأتي من تجاوز الواقع المترابط الذي أَلِفَه الناس وتعودوا عليه، والدهشة هي التي تكسر جليد الحقيقة وهي البركان الذي يمزق هذه الحقائق المقامة على أرض الواقع، وعلى الفنان والأديب أن يثير بكافة الطرق والأساليب - بل والحيل - دهشة الناس؛ من هذا المفهوم انطلقت السريالية .. اتوقع ذلك فقط كما انا مؤمن به
 

بعد انقضاء مدة ابعاد دالي عن الدراسة في أكاديمية الفنون في مدريد عاد إليها كثائر غير محترم، ثم بعد ذلك درس المستقبلية الايطالية وبالأخص المحاولات المستقبلية في تمثيل أشياء متحركة، وفي العام 1924 اهتم بالمدرسة الميتافيزيقية وبمبادئها التي وضعها »شيريكو وكارلوكارا« فظهر تأثير شيريكو بوضوح على مستوى لوحاته في استخدام البادرة الحسية للرسم المنظوري، ثم أيد ما كان يفعله »بيكاسو

تحلّل إصرار الذاكرة


ثم أخذ فى استخدام هذا الأسلوب بإفراط كما فعل على سبيل المثال فى لوحته التى أطلق عليها اسم:


إنفجار الزمن


ثم فى لوحته المعروفة باسم :



الشاطئ مع ثلاث فاتنات



وله لوحة أخرى مشابهة تحت اسم :



النساء الفوّارة (تعرف أيضا بإسم الهلوسة الثلاثيّة)


وأخرى تحت اسم :

شظايا أنثويّة متكوّرة

دالي كما رسم نفسه
و في عام 1922 رسم سكتش لقدم
 
و منظر طبيعي في نفس العام
 
و حدثت الفارقة في امتحان منتصف يونيو 1926 و بمنط عدواني يرد على أساتذه لجنة الامتحان قائلا :
" لا أحد من اساتذة سان فرناندو كفء و مؤهل ليحكم على موهبتي .. و سأنسحب "
و تم طرده من الأكاديمية دون الحصول على درجته العلمية ..
من بداياته في الرسم , لوحات رسمها بالطريقة التنقيطية و من هذه الفترة هذه اللوحة
 
و في عام 1926 حين وصل سلفادور الشاب الى شارع بواتيه في باريس غمره احساس برهبة جارفة , فقد كان متجها الى مرسم بيكاسو , و بمجرد رؤيته قال 
: " لقد جئت لرؤيتك قبل زيارة اللوفر " .. فأجابه بيكاسو : " انت على حق تماما " .
و بمجرد عودة سلفادور لأسبانيا نجده وقع تحت تاثير سيطرة بيكاسو الفنية , فتمثل اسلوبه التكعيبي و أطال شخوصه و سطح اشكاله على نمط لوحة بيكاسو
"الراقصين الثلاثة "
و من تلك الفترة , هذه اللوحة التي رسمها بالطريقة التكعيبية : " فينوس و البحار" عام 1925
 
و قد استقبل النقاد المعرض بترحاب .. 
و من اللوحات الهامة في عام 1927 الذي أدى خلاله سلفادور الخدمة العسكرية , لوحة " اليد و الألة " و كانت هذه اللوحة موعد تحول مع افكاره السيريالية 
التي نمت سريعا و شعر أن بها خلاصا لروحه و تحريرا لما بداخله من رؤى و أحلام
 
و في هذه اللوحة نلحظ تأثره بأسلوب الفنان السيريالي جورجو دي كيريكو و قد استخدم دالي اشكال مركبة هرمية و مخروطية للتعبير عن الألة المنبثق منها كف بشرية ..
و في العمق رسم منظر طبيعي و في المقدمة ما يشبه خشبة المسرح و قد اهتم بمراعاة المنظور والتي عليها تقف عناصر اللوحة من الالة و المرأة و التي رسمها
بأسلوبه التكعيبي إلى اليمين و حول الألة جعل اشكال مختلفة تحوم في سيولة وشفافية مع اتجاه الضوء . و يبدو أنه تأثر هنا بخيالات طفولته و قراءاته الفلسفية
فقد حاول فلسفة معنى الالة الصماء التي تدور في فلكها اجساد بشرية و عضوية .. و تميز رسمه ذلك العام بالتلقائية ..
كان لسلفادور دالي تجربة سينمائية مع رفيقه بونيول الذي اتجه للإخراج و قدما معا الفيلم السيريالي " الكلب الأندلسي " عام 1928 , و ساعد هذا الكلب 
الأندلسي على تطور سلفادور كرسام و مكنه من الانتقال السهل من رؤية لأخرى و قد وجد ارتباط بين التصوير الفوتوغرافي الواقعي و التصور اللاعقلاني السيريالي 
, ثم أنهى مع بونويل التجهيز لفيلمهما الثاني " عصر الذهب " عام 1930 و الذي بدا اكثر سيريالية من فيلمهما الأول ..
و من أمثلة تلك الفترة , لوحة " رؤية غير مرئية لامرأة نائمة و أسد و حصان " 1930
و لوحة " البارانويا العظمى " عام 1936 .. و لوحة " البجعات ينعكسن أفيال " عام 1937
و لوحة " اسبانيا " 1938 , و لوحة " شبح وجه و طبق فاكهة على الشاطئ" 1938
و لوحة " سوق العبيد مع ظهور تمثال فولتير " عام 1940 
و بعد قراءته لفرويد بحوالي ثمانية عشر عاما تمكن من لقائه عام 1938 في لندن ..
و قد كان سلفادور و فرويد يلتقيان في تجربتهما مع الأب مصادفة عند التمرد على السلطة الأبوية ..
و نجد سلفادور منذ مراهقته يخشى الفقر كي لا يكون مصيره كالاسباني سرفانتيس مؤلف رائعة " دون كيشوت " و مات في فقر مدقع .. ولا كمصير
الاسباني كريستوفر كولومبس مكتشف العالم الجديد لتكون نهايته ايضا في أحضان الفقر .. و لازمته عقده بجالا و هي محبة للمال و للاستعراض مثله و أكثر
ونجدها قد اقنعت عام 1933 راعي الفن الثري جان لوي بتكوين جماعة من مقتني اللوحات الاثرياء اسمتها " بروج الشمس " ليدعموا سلفادور ماليا بتبرعاتهم
السنوية , و استمر هذا الدعم سبع سنوات .. و تزوج دالي جالا عام 1934 و سافرا معا الى فيقيراس ثم استعدا للسفر لأمريكا لأول مرة و كانت لوحاته سبق و عرضت في معرض هارتفورد بأمريكا عام 1931
 
و في عام 1934 رسم سلفادور لوحة " الملاك " أو " صلاة التبشير " التي رسمها سلفادور برؤياه السيريالية الخاصة لفنانه المفضل ميليه .. 
و في هذه اللوحة أوقف سلفادور فلاحيّ ميليه الرجل و المرأة الشهيران متقابلان وقت المغيب .. نرى الرجل هزيلا و له رأس جمجمه في مواجهة المرأة .. 
يجذب الرجل من رأسه إلى أعلى اللوحة عجلة يديوية بذراع و نلاحظ أن ظل العجلة لم يسقط مع ظل الرجل المنعكس على الحجر خلفه و كأن هذه العجلة ليس لها وجود ..
و هذا الخروج للعجلة نراه و قد توازن و في اتجاه مضاد مع العصا التي برزت من ذراع المرأة متجهة إلى اقصى اليمين .. و لوحة ميليه الأصلية فيها 
رقة القرويين اما هنا فنشعر بتوتر و نوع من الكبت المترقب و قد ساعد تأكيد هذا الاحساس المترقب تلك الخشونة في استخدام اللون و الملمس ..
و في بداية 1935 دعي دالي الى القاء محاضرة في هارتفورد و متحف الفن الحديث في نييورك .
و هناك قال مقولته الشهيرة " الفرق الوحيد بيني و بين المجنون هو أنني لست مجنونا " ..
و من اللوحات التي رسمها في تلك الفترة .. عام 1935
و يمكن مشاهدة اللوحتين بطريقتين , إما معتدلة أو معترضة , و تعطي شكلا مختلفا في كل مرة ... 
و أيضا , هذه اللوحة التي تمثل وجه امرأة على شكل مسرح ..
 
و في عام 1936 اقيم في لندن في جاليري بور لينجتون معرض دولي للسيرياليين من 14 دولة الذي دعي فيه دالي ليلقي محاضرة في نهاية المعرض ,, و بالفعل 
اجرى استعداداته لإلقاء المحاضرة بإرتدائه بدلة غوص !!!
و قد سئل قبل استئجاره البدلة عن مدى العمق الذي سيغوص بها فأجاب أنه سيغوص إلى أقصى عمق من اللا وعي .. 
و بعد المعرض بشهور قليلة و بالتحديد في منتصف يوليو 1936 اشتغلت الحرب الأهلية الاسبانية .. و قد تنبأ دالي بتلك الحرب قبل وقوعها بستة أشهر في لوحته 
المسماه " الفاصوليا تفور غضبا - مخاوف الحرب الأهلية "  
و في اللوحة امرأة مشوهة تصرخ صرخة ألم رهيب و قد القت رأسها إلى الوراء في أعلى قمة اللوحة على هيئة مخلوق عملاق .. و قد زا دها وحشة و رعبا ذلك 
الفضاء الشاسع الذي لا نرى له مثيلا في كل الأعمال الفنية ...
نجح سلفادور في اظهار جسد تلك المرأة المرعبة و قد انفجر من الداخل و صار مفرغا و تحول إلى اجزاء منسلخة بفعل تمزق مهول من الارجل و الاذرع في شكل 
هذياني يوحي بكارثة لا محالة .. و ليزيد من قدر الألم نراه زيّن قرب قاعدة اللوحة بحبوب الفاصوليا .. و قد ساعد الخوف الرابض في لا عوعي سلفادور من 
قيام الحرب على هذا الاستحضار الوحشي لوجبة طعام ممزوجة باللحم البشري المشوه ..
نرى إلى أعلى اليسار كف يد تعتصر ثدي منبثق من الذراع الموصول بذراع اخرى تبدأ في الفخذ و قد أسند أرداف الجسد على القدم نفسه الذي تحول ذاتيا إلى ذراع 
. و هنا تظهر براعة دالي في التوالد الذاتي للأشكال من بعضها البعض و الانتقال السهل من عضو لاخر رغم العنف الكامن داخلها و إن كان دون منطقية شكلية إلا 
أن فيه جمال فني .. و قد استخدم جالي الدرجات الصفراء الموحية بالترقب و الحذر ..
و بعد قيام الحرب و في نهاية نفس العام كان قد أنهى لوحة " الخريف يأكل نفسه " و هي أيضا عن تلك الحرب ..
و في هذه الفترة رسم دالي هذه اللوحة عام 1938 والتي تمثل وجه سلفادور دالي مع الجانب على شكل امرأة واقفه و ستارة
 
و في عام 1940 انتقل إلى امريكا , و استقر بعيدا عن الحرب و قد اتفقت لوحاته و الذوق الامريكي مما شجعه على تقديم مزيد من الاستعراضات التي تجذب 
رجال المال خاصة و قد خلقت حالة مابعد الحرب أوضاع جديدة سرعان ما استفاد من وجودها ..
و تمشيا مع حالة التردد ما بين العقل واللاوعي التي عاشها سلفادور مؤخرا نجده رسم لوحة ظهر فيها رأس فولتير الذي يجسد و يمثل الفكر و العقل السليم بالنسبة 
لسلفادور رغم أنه نقيض الفكر السيريالي , ففي عام 1940 رسم " سوق العبيد مع ظهور تمثال فولتير " بمتحف دالي بفلوريدا , و في نفس العام رسم 
لوحة " وجه الحرب " عام 1940
ثم رسم بورتريه شخصي بشرائح الخنزير المشوي 1941 بمتحف دالي بفيقيراس , رسم دالي هذا البورتريه لنفسه و هو في مفترق طرق فني .. اللوحة تذكرنا 
بالطعام و هي تشابهه في اللون و الملمس و كأنه أراد بها أن يؤكد العلاقة السببية للجسد بين ما يأكله و ناتجه ..
و في عام 1943 رسم لوحة " رأس هيلينا روبنستين التي تبرز من بين الصخور " ..
و رسم بالألوان المائية لوحة " المركب " 1943
و قد شد وثاق رجل إلى قلاع مركب دون قارب ...
و في عام 1944 رسم لوحته " حلم بسبب نحلة طائرة حول ثمرة الرمان قبل الاستيقاظ الثاني "
و أصبح اسلوب دالي يتردد تجاه العقلانية القابلة للفهم بالرغم من أن الصورة النهائية تبدو غير واقعية ولا عقلانية للوهلة الأولى ..
و في عام 1949 رسم " عذراء بورت ليجات " و هي احد اعماله الدينية التي بدى ظهورها من عام 1944 تقريبا .. و تأتي هذه اللوحة واحدة من المعالجات 
الدينية التي بررها دالي بقوله : " ان هذا التوجه الديني بسبب استغراقي المخلص في حالة تصوف تتفق و عمري الزمني و انجذابي للاله " .
و بعد العذراء رسم لوحته الجميلة " صلب المسيح " عام 1951
نرى رأس المسيح و كتفيه و ذراعيه من منظور مبتكر من أعلى و قد دقت المسامير في راحتيه .. و من أعلى يطل المسيح على منظر طبيعي , و هي لوحة ليس 
لها نظير في اللوحات الدينية خاصة لوحات الصلب .. و تعتبر من أكثر لوحات سلفادور الدينية شعبية .. و عن هذه اللوحة قال دالي في مذكراته , يوميات 
عبقري " رأيت المسيح مرسوم على الصليب كثيرا و قررت أن اضعه داخل مثلث هندسي بثلاث نقط و دائرة و به الخص جماليا كل خبراتي السابقة و أضعه في ذلك 
المثلث "
و الصورة تبرهن على مدى نجاح سلفادور في خلق الشكل المثلثي الذي تمثل زواياه الكفين و القدمين و الدائرة التي تمثلها الرأس .. و هذه اللوحة من أقوى لوحات 
المنظور و التفاصيل و التشريح لجسد المسيح من تلك الزاوية الفريدة .. و أيضا فريدة في أعمال سلفادور في معالجته اللونية للداكن و الفاتح و النقل الحاد بين 
المضيء و المظلم . و قد خلت اللوحة تماما من الرؤية السيريالية .. 
و في عام 1954 رسم لوحة لتمثال الحرية و قد أنزل الشعلة
و عن لوحة " العشاء الأخير " 1955 الموجودة في الناشيونال جاليري للفن بواشنطن .. قال عنها باختصار " العشاء الأخير يعني لي التكامل و التركيب و 
نشأة الكون و الايمان " ..
و يلفت النظر هنا الواقعية التي تتسق و هذا الموضوع في بساطته كرمز عقائدي .. نرى في مركز اللوحة المسيح يشير بثلاثة اصابع لأعلى و أمامه كأس النبيذ و 
إلى طرف المائدة الخبز مقطوع نصفين ..
رسم دالي هذه اللوحة البديعة في ثلاثة أشهر و قد وظف الفوتوغرافيا لانجازها . و عن فلسفته لهذه اللوحة قال : " إن علم الحساب شهر ..
و 12 علامة برج حول الشمس .. و 12 حواري حول المسيح "
و من ابداع دالي في هذه اللوحة أنه جعل نموذج المسيح له جسد كجسد بطل رياضي وسيم حتى يكاد يكون رمزا .. و جعل المسيح و الحواريين الاثني عشر داخل  
مخمس زجاجي شفاف و إلى الخلف تظهر صخور كاداكيس مضيئة بفعل النبل الوضاء .. و قد نالت اللوحة رفض بعض الأوساط الدينية لاغراقها في الانفعالية 
والحسية .. 
و قد انتهت لوحاته الدينية في عام 1982 برسمه لوحة الرحمة
و كانت اخرها
..
 
  عدد زوار هذا الموقع 129147 visiteurs:شكرا  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement