عين على الفن التشكيلى
  البدائية
 


المدرسة البدائية
 

ظهر منذ عام 1912 فى باريس مدرسة جديدة اسماها الشاعر ابوللينير ( البدائية ) وكان ذلك بمناسبة اقامة معرض لموظف فى الجمارك يدعى هنرى روسو ولقد اجمع النقاد ان هذا الفنان يعتمد على بداهة اصيلة فاشادوا بهذا الاتجاه الذى انضم اليه فيما بعد كل من فيفان و سيرافين و بومبوا . وهؤلاء من الهواة الشعبيين فهم بقالون و قصابون تفجرت لديهم موهبة الفن الساذجة . وكنا راينا كيف استوحى التكعيبيون ما بين عام 1907 _ 1909 من البقايا الاثرية للنحت الزنجى و كيف استفاد التكعيبيون الاوائل من سحر التقاليد البدائية فى جزر المحيط بينما اندفع السرياليون بنزعاتهم اللاشعورية الى التعمق و الغيب فلم يكتفوا بامتياح كنوز الشعوب الدائية بل راحوا يبحثون عن منابع الابداع الفنى تكون فى ذاتها اكثر اصالة و اكثر امتلاء بالروح الفنية كما هو الامر فى فن الاطفال وفن المخبولين و البسطاء وهكذا يرجع اكتشاف مدرسة البسطاء او البدائية الى السرياليين الذين نبهوا الى قيمتها الفنية . و الملاحظ ان حساسية الانسان المعاصر ، تاخذ بالقوة بصورة واضحة ولذلك باتت الاعمال الاصلية القوية لا تخفى على العين البصيرة مهما تجردت هذه الاعمال من التنميق و التظريف فعدا لوحات هنرى روسو البدائية فان لوحات كامبيلى وجينيراليش قد ملات اعين الناس فى جميع انحاء العالم واخذت بعض اللوحات مكانها فى الصدارة عندما كانت تصدر عن روح صافية حقيقية لان البسطاء الحقيقيين هم شعراء بفطرتهم وفنانون بالقوة، هم عصاميون قليلوا الثقافة ولا شك ولكن هذا يجعلهم بمنجى من اختزان اى تاثير اكاديمى يعطل عليهم عفويتهم و بساطتهم ، انهم لا يهدفون الى نقطة واضحة ولكنهم لا يتعثرون فى جريهم وراء البساطة فى انفسهم ، البساطة فى العالم ، انهم يمضون بدون معلم يحدوهم حسهم البدىء الصرف . ويعتقد الفان البدائى نفسه واقعيا ، فهو يعمل مستندا الى موضوع وهو يحترم الطبيعة ولكن لا حول دون احلامه وتفسيراته الغريزية من الظهور بحرية ووضوح فالخط التطبيقى و الحدود المغلقة و انعدام الظل و الافق المرتفع و المنظور البعيد و غزارة التفاصيل مع توافق الالوان دون اى خطأ فى شدة اللون كل هذه الصفات تميز فن البسطاء بصورة عامة ولكن كثيرا ما يكون لكل منهم اسلوب خاص يميّزه ويفضل اكثرهم معالجة المناظر الطبيعية او الوجوه و مشاهد الناس ، وقد اوجد بعضهم فنا خياليا مشبعا بالاحلام الطفولية ، و الواقع ان اكثر الذين مارسوا هذا الاسلوب من التصوير كانوا من البسطاء قليلى الثقافة وكانوا انما يرسمون الصور لانفسهم فقط دون غاية اخرى ودون ان يعلموا انهم اوجدوا فنا بسيطا للناس ، دخل بسهولة الى اكبر المتاحف فى العالم واقتنت اذواق النقاد بقيمته التشكيلية وبنفس القوة التى اقتنعت فيها باعمال المعلمين الشهيرين


 ,

 
  عدد زوار هذا الموقع 129147 visiteurs:شكرا  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement