عين على الفن التشكيلى
  المنمنمات
 


منمنمة


المُنَمْنَمَة هي صورة مزخرفة في مخطوط. وقد اشتهرت بها المخطوطات البيزنطية والفارسية والعثمانية والهندية وغيرها

 

المنمنمات عبارة عن صور إيضاحية لتزيين الكتب ذات
 
الأهمية، وهو فن أبتكره الفنان المسلم وأظهر براعته الإبداعية فيه من خلال دمجه بين الخط والصورة في علاقة تبعث شعورا سارا بالمتعة تجاه "المصوَّر" و"المجرَّد" في آن معا
.
...

ومن أشهر المنمنمات القديمة، رسومات "الواسطي" على مقامات الحريري؛ويظهر فيها التعديل الذاتي الذي قام به الفنّان المسلم على الأصل البيزنطي لهذا الفن، بعد أن حور رسم الهالات المقدسة للأشخاص، وحولها إلى حواف ملونة كما أهتم بالتفاصيل المميزة للشخصيات المرسومة من حيث الحركة والإيماءة، واختياره الواسطي للألوان واستخدامها استخداما يتلائم وكونها قيماً تشكيلية في ذاتها , وقد أتقن يحيى بن محمود الواسطي رسوم الجموع في مخطوطته، كما تمكن من التعبير عن خلجات النفوس،كما أهتم بعناصر الصورة من حيث حجم الأشخاص وتعبيراتهم المختلفة على وجوههم وحركاتهم مما يعلي من شأن الصورة في تدرجها في سلّم القيم والانتقال من القيم التشكيلية إلى الاهتمام بالقيم التمثيلية والروحية وأن يكون واقعيا في تمثيله للمناظر حيث كانت المنمنمات أسلوبا لمدارس فنّية ازدهرت في العصور الإسلامية المتتالية ارتبطت بمجال التصوير والزخرفة ويتّضح في معظمها تكوينات لا علاقة لها بالواقع من حيث الجمع بين الليل والنهار في الصورة الواحدة، أو الجمع بين الداخل والخارج، أو التعبير المتأنق عن العمارة الإسلامية في التصوير من خلال رسم دقائق الزخارف أو التعبير عن قوة الحاكم أو نبله وثرائه في صور أي مما دعا المستشرق "بابا دوبلو" أن يقول: "ليس من قبيل المبالغة القول أن كل مصوري الإسلام كانوا فائقي البراعة في استخدام الألوان".لا تخلو الكتب التي تدرس في الكليات العلمية من الرسوم العلمية التوضيحية التي تبسط العلم وتشرحه للطلاب.ومن الرائع أن المسلمون كانوا هم أول من وضع الرسوم التوضيحية في كتب التاريخ وكتب الطب الإسلامي التي تعود إلى عصر ازدهار العلوم الإسلامية ؛ حيث يعود بعضها إلى القرن الثالث والرابع الهجري و نجد في المخطوطات القديمة الكثير من الرسوم التي تبين لطالب العلم مهمة القضية التي تشرح له معاني الموضوعات الواردة في الكتب، فهناك رسوم تظهر الطبيب والمريض وغرفة الفحص الطبي، وطريقة الكشف على المرضى أو ما يسمى بالفحص السريري الذي ابتدعه الأطباء المسلمون وعلموا أوربا فيه أحدث الطرق لاكتشاف المرض ومعرفة أحوال المريض. أيضا هناك صور لعلم جبر العظام والخطوات التي يتبعها الطبيب لعلاج الكسور والخلع وغيرها. وصور أخرى لعلم الكيّ وأخرى لجراحة العيون وجراحة الدوالي، بل وأيضا صور لخطوات الولادة العسرة والجراحة القيصرية.وقد نقلته أوربا عنهم في حضارتها المعاصرة لأن هذا الفن لم يكن معروفا عند الإغريق،ومن أشهر المنمنمات النسخة المحفوظة باسم "مقامات شيفر" وهي محفوظة بالمكتبة الأهلية بباريس


 


.

 
  عدد زوار هذا الموقع 129436 visiteurs:شكرا  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement